يذهب البعض إلى الشكوى الشائعة والمفهومة بأنّ شبكة الإنترنت بشكل عام، والألعاب على وجه الخصوص مسؤولة عن طائفة من المشكلات التي يمكن أيضًا تعميمها على نحو مبرر باعتبارها راجعة إلى الطبيعة البشرية، أو إلى العالم المُعاصر ككل، أو على الأقل إلى أيّ تكنولوجيا مرتكزة إلى الشاشة، مثل التلفاز القديم. يمتلك هؤلاء المنتقدون وجهة نظر مقبولة.
في دراسة أجريت على ثلاثة آلاف طفل ومراهق لمدة 3 سنوات، من قبل جامعة آيوا [1]. أظهر الأطفال الذين يقضون وقتًا أطول في ممارسة الألعاب عددًا أكبر من مشكلات الانتباه، حتى عندما كانت مشكلات الانتباه السابقة، والجنس، والسن، والعرق، والوضع الاجتماعي والاقتصادي محكومة إحصائيًا. ومن المثير للاهتمام أنّ الأطفال الذين أظهروا عدد أكبر من مشكلات الانتباه قضوا لاحقًا مزيدًا من الوقت في ممارسة ألعاب الفيديو مما يدل على التأثير الثنائي الاتجاه المحتمل لممارسة الألعاب في مشكلات الانتباه، فأحدهما يعزّز الآخر، والعكس صحيح.
حسنًا، في السطور التالية سأسرد بعض الطرق التي تساعد بها الألعاب ذات التأثير السيّئ على الانتباه، في علاج الكثير من الصعوبات، وأنّها ذات حدين، إلّا أنّنا سنركز على الحدّ النافع منها هنا.
الألعاب والطيران
تشير الأبحاث إلى أنّ الجيمرز – لاعبي ألعاب الفيديو – يصبحون مشغلين ممتازين للطائرات من دون طيّار، بل حتى يتفوقون على الطيارين الحقيقيين في مهمات معينة [2]، وفي جامعة ديوك الطبية أثبت العلماء مدى نجاح اللاعبين المهرة في أنّ يصبحوا في نهاية المطاف مشغلين ذوي كفاءة عالية للطيارات من دون طيّار، مقارنة مع زملائِهم من الطلاب الذين لم يمارسوا الألعاب التفاعلية [3].الألعاب تجعلك جراحًا أفضل
إنّ حقيقة أنّ عددًا من الدراسات المحكومة وفق الأصول قد أثبتت مرارًا وتكرارًا وجود علاقة سببية بين ممارسة ألعاب الفيديو، وتعزيز قدرات معينة يثبت أنّ ألعاب الفيديو -وليس أيّ ملكات خارقة لدى الجيمرز أنفسهم- هي ما يسبب هذا التحسن. ثمة فائدة حقيقية لممارسة هذه الألعاب، والتي يبدو أنّها القدرة الأكثر إثارة للإعجاب لتحسين كيفية تعلّم الجيمرز مهمات جديدة كليًا، ولهذه المواهب المكتشفة حديثًا تطبيقات لاحقة في العالم الحقيقي. وهي تشمل، رؤية التفاصيل الصغيرة، سرعة معالجة المعلومات المعروضة بسرعة، زيادة سعة الذاكرة القصيرة المدى، زيادة القدرة على معالجة الأشياء متعددة في الوقت نفسه، التبديل المرن بين المهمات، وجميعها مهارات مفيدة في طائفة متنوعة من الوظائف، خصوصًا الوظائف التي تتطلب دقة، فلقد اتضح أنّ جراحي المناظير الذين اعتادوا ممارسة ألعاب الفيديو يتفوقون على أقرانهم من الجراحين غير الجيمرز من حيث سرعة التنفيذ والموثوقية [4].الألعاب كوسيلة علاج للأمراض
هناك أدلة مقنعة على أنّ ممارسة الألعاب قد تكون لها آثار علاجية مفيدة في طائفة واسعة من الاعتلالات، بما في ذلك عكس التدهور المعرفي لدى كبار السن، وفي إحدى الدراسات، دَرَّب الباحثون المسنين على ممارسة إحدى ألعاب الفيديو لمدة إجمالية بلغت 23.5 ساعة [5]. تم تقييم المشاركين باستخدام مجموعة من المهام المعرفية، بما في ذلك اختبارات التحكم التنفيذي والمهارات البصرية المكانية، وذلك قبل، وأثناء، وبعد التدريب على ممارسة لعبة الفيديو. تحسّن المشاركون بشكل ملحوظ في تبديل المهمات، والذاكرة العاملة، والذاكرة البصرية القصيرة الأجل، والتعليل المنطقي.علاج اضطراب ما بعد الصدمة PTSD
عند إعادة التأهيل لضحايا حوادث السيارات الذين يعانون اضطراب ما بعد الصدمة، أدت تجربة الواقع الافتراضي لقيادة أو ركوب سيارة في لعبة حاسوبية إلى تحسين الأعراض وتعجيل التعافي [6].مرضى السكتات الدماغية
يستخدم علماء الأعصاب ممارسة ألعاب هاتف الآيفون الرائجة مثل فاكهة النينجا، حيث يمكنك ببساطة أنّ تقسم ثمرة الفاكهة إلى نصفين باستخدام إصبعك في إعادة تأهيل ضحايا السكتة الدماغية [7].إنّ الوقت المستغرق في ألعاب الفيديو ليس مجرد بروفة بسيطة لمهارة محددة، ولكنه على نحو لافت للنظر يمكن تعميمه على حالات أخرى، وعلى طائفة أوسع من المهارات والسلوكيات غير المتوقعة، فليس من المستغرب إذن أن تعلن شركة نينتندو Nintendo عن Big brain academy باعتبارها لعبة “تدرّب عقلك بواسطة حمولة مقرر دراسي من الأنشطة المثيرة للعقل ضمن خمس فئات هي: التفكير، الحفظ، التحليل، الحساب، التعرف”، وعلاوةً على ذلك فمن الوعود أنّها مقارنة مع أساليب التدريب التقليدية، لعبة يمكن أن تكون جذابة ومسلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق